على
عدد الرسائل : 843 العمر : 50 حبيب : ali المهنة : شيف جنيرو الهواية : السباحة تاريخ التسجيل : 17/11/2008
| موضوع: يعاني التلميذ من ارهاقات شتى ,أسرة لا تعتبره ,ومدرسة لا تحترمه ومجتمع منحرف يحتضنه. بهذه المقدمة أبتدئ هذا المحور الإثنين ديسمبر 08, 2008 1:29 pm | |
| يعاني التلميذ من ارهاقات شتى ,أسرة لا تعتبره ,ومدرسة لا تحترمه ومجتمع منحرف يحتضنه. بهذه المقدمة أبتدئ هذا المحور الذي يراود فكري هذه الأيام والتلاميذ . فعندما تسمع أو تقرا بأن التلميذ يقول لك إنني لا أريد ولا أحب الدراسة بل أذهب إليها صباح مساء إرضاء لوالداي لا حبا فيها. انه تلميذ محبط حاضر غائب ,جسمه في مكان وعقله في مكان آخر. ومن خلال بعض المقالات السابقة تناولت بعض الظواهر كالتسيب و الاتلافات التي أصبحت تشكل ظاهرة مخيفة , بل وشبحا مرهبا. ولعل أهم أسبابها ترجع إلى صنفين من التلاميذ وهم جميعا من طينة واحدة : - تلاميذ منحرفون. - وتلميذ متخلفون عن الدراسة. إنهم أبناؤنا ونحن نتحمل نصيبا كبيرا مما هم فيه , ولا يجب أن نبقى متفرجين ساكتين غائبين , بل علينا حشد الهمم ومواجهة انحراف القيم بكل حزم ومسئولية وبكل شفافية " ورجولية".هذه النماذج من التلاميذ تكون في البداية يسيرة ثم تجمع الأنصار وتصبح كبيرة . تحمل هما وتعكس غما . - يقولون إن أسرنا تعتقد بتوفيرها الأكل والشرب واللباس قد وفرت كل شيء ,ويقولون لها حتى الدواب تأكل وتشرب. - تقول المدرسة وفرنا لهم كل الإمكانيات المادية والتربوية ولا يريدون الدراسة إنهم تلاميذ فاشلون , ويقولون لا نحبك يا مدرستنا لأنك تعيشين زمانا غير زماننا . - يقول المجتمع المنحرف – أقول المجتمع المنحرف وليس كل المجتمع- مرحبا بكم إلى ميدان المخدرات والملاهي والمسكرات والفتيان والفتيات , واتركوا عنكم أناس أكل عليهم الدهر وشرب . إن الفجوة تتسع بيننا وبين أبنائنا والحوار ينعدم والمصيبة واحدة ,شباب يضيع ومستقبل يشيع ومجتمع يتحلل وينحل. لست هنا لأطرح الهموم ولا لأثقل كاهل العموم ,بل ارتأيت حلا قد ينقص من هذه الظاهرة داخل المؤسسات التعليمية . من هذا المنبر أدعو كل غيور على التربية والتكوين إلى بحث هذه المعضلة عن طريق تأسيس جمعيات أو نوادي أو فضاءات أو لجن , اختاروا ما تشاءون لها من المسميات , وأن تكون مشكلة من فاعلين تربويين على مختلف شرائحهم من الإدارة إلى الأستاذ إلى ممثلي الآباء إلى مستشار التوجيه والتخطيط إلى أي مرشد نفسي واجتماعي. وجمع ملفات هؤلاء التلاميذ المصنفين من المنحرفين والمتخلفين"أي التلاميذ المتعثرون عن الدراسة" . - وكيف نصنفهم؟ إن الأستاذ بل أي أستاذ يعرف ومن المفروض أن يعرف التلاميذ الذين يصنفهم ضمن المشاغبين والذين يظهر بأن سلوكهم غبر سوي. كما يصنف التلاميذ المتخلفين عن الدراسة لا لضعف مستواهم فتلك حالة عادية , ولكنهم يختارون التلاميذ العازفين عن الدراسة رغم قدرتهم على ذلك. - وماذا سنفعل لهم أو بهم ؟ علينا أن نرتبهم من السيئ إلى الأسوأ حسب أولويات ومعايير محددة , ونخصص لكل واحد منهم ملفا خاصا به يتضمن المعلومات التالية: - معلومات عن عائلته. - ملف عن تمدرسه. - معلومات عن علاقته داخل المؤسسة مع أساتذته والإدارة. - معلومات عن سلوكه مع أصدقائه ونماذجهم. وأية معلومات نراها مناسبة ومفيدة. ثم نعقد جلسات مراطونية مع كل واحد على انفراد ونعطيه الوقت الكافي للكلام ونكتفي في غالب الأحيان بالاستماع أو الأسئلة لمعرفة حالته النفسية والاجتماعية ونقترب منه أكثر فأكثر . ثم نقترح الحلول المناسبة لإنقاذه من هذا الانحراف أو العزوف أو التمرد بشرط أن تكون مشاركته ايجابية . ولو تمكنا خلال سنة بكاملها من انقاد عشرة تلاميذ لأمكننا خلال خمس سنوات من انقاد خمسين تلميذا ,وكل تلميذ ما يجر معه عادة على الأقل خمسة آخرين , لتصبح الجماعة التي تم إخراجها من ورطة الانحراف في سنة 50 تلميذا وخلال خمس سنوات 250 تلميذا . هذا أقل تقدير , والأساتذة يعلمون جيدا كم يكون عدد المشاغبين في بداية السنة وكم يصبحون عندما تتوسط السنة الدراسية .بل وأكثر من ذلك لو أنقدنا تلميذا واحدا نكون قد انقدنا قسما كاملا من شغبه ومجتمعا من انحرافه وأسرة من همه.والأجر على الله. إنني هنا لا أدعو إلى تطبيق المذكرات وملأ الفراغات بدعوى تبيان عدد التلاميذ الذين تم إرجاعهم بناء على المذكرة الخاصة بمحاربة الهدر المدرسي . فذاك أمر يعرف الجميع كيف تعبا تلك البطاقات- بطبيعة الحال دون تعميم- الأمر يتعلق بحلول جذرية تنطلق من واقع تعليمنا وترتبط بمحيطنا وما يحاك حوله من ضغوط تعمل على إفشال الهمم والنيل من أبنائنا والدفع بهم إلى الهاوية .الدعوة هي محاولة انطلاقة حقيقية طبيعية محلية بشراكة مع جمعيات ومنظمات وتنظيمات تعمل جاهدة للغوص في عالم الشباب والتقرب من قضاياه وتضم أخصائيين ودكاترة وعلماء اجتماعيين وجمعويين متمرسين .بالإضافة إلى طاقم المؤسسات التعليمية بكل مكوناته والذي يجب أن يلعب الدور الأساسي بكل تلقائية وطواعية ووعي حقيقي علنا نساهم في تفادي الكوارث والتقليل من الآفات ,والله لا يضيع من أحسن عملا بل" قول معروف حسنة". | |
|